بقلم : طالب الابراهيمي
يستند النائب مصطفى سند على خلفية ثارية ازاء "البعد الانساني"
المتعلق برواتب موظفي اقليم كردستان وهم الطرف الاكثر ضررا في المعادلة السياسية
المتعثرة بين الحكومة المركزية والاقليم .
هذه الخلفية الثارية تعتقد ان الحصار اذا اشتد على الاقليم وجرى الامر على
مقاطعة هذا الجزء الحيوي من البلاد وهو جزء معرض للاطماع التوسعية للجوار المتحفز
فمن شان ذلك اخضاع اربيل للشروط العراقية في بغداد مع ان السيد النائب يعرف وربما
لايعرف ان صبر الجبل على التحمل وعدم الخضوع للظروف القاسية سيدفع الحالة الكردية
الى مزيد من التشبث بالشروط المقابلة وهو ما يعرض شعبنا واهلنا في الاقليم الى
المجاعة والتظاهر والعصيان المدني وذهاب نصف البلاد الى الفوضى العارمة .. غير
الخلاقة !!.
ان 920 مليار دينار شهريا مدفوعة الى شعبنا في الاقليم اهم بكثير من عمليات
التحريض التي يشنها النائب على الدولة والرئيس مع ان الهم الاساس في كل هذا الجدل
والتوصل اخيرا الى دفع هذا المبلغ هو شعبنا الكردي واهلنا الذين تزداد معاناتهم
يوما بعد يوم مع تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة اصلا في الاقليم !!.
مالايفهمه النائب مصطفى سند ان الرئيس السوداني الذي يتصرف بموجب الدستور
سقفا للتعامل مع الامة وابا للعراقيين جميعا لن يكون في يوم من الايام عدوا لشعبه
الكردي سيما وان الرئيس يقدم نفسه منذ توليه مهامه القيادية باعتباره رئيسا لحكومة
فيدرالية تفرض عليه دستوريا ان يتصرف طبقا لروح القانون وروح الاتفاقيات الموقعة
مع الاخوة في الاقليم اما ان تكون الـ 920 مليار دينار عراقي سببا للتنازع الدائم
المفتوح على الازمة والعقدة وتجويع الشعب الكردي وبناء جدران كونكريتية من
الكراهية والاحقاد القومية فان الرئيس السوداني وبادراكه لاناقة التصرف عبر الاخذ
بكافة مبررات فقه تغليب المصالح سيميل الى شعبه الكردي في سلوك يعكس مضمون الاية
الكريمة "واطعمهم من جوع وامنهم من خوف" والرئيس في الدستور العراقي
يطعم من الجوع عبر اشاعة روح العدالة بين ابناء الشعب العراقي ويأمنهم من خوف
بحماية السيادة وتامين حدود الدولة من العمادية حتى الفاو .
نعم .. السوداني اقرب الى نبض الناس والاحساس بجوعهم ومعاناتهم من الاخرين
الذين يضعون انفسهم في موقع المسؤولية البرلمانية وهم يعملون باساليب رض اعناق
الناس بمقاصل "العدالة المقلوبة" عبر محاكمة الشعب الكردي والتحكم بقوته
اليومي ورواتبه الشهرية بحجة عدم استيفاء ايرادات النفط والايرادات الاخرى !!.
ياسيد مصطفى سند :
من قال ان الرئيس السوداني جنح الى التنازل عن حقوق الحكومة والشعب العراقي
واموال العراق حين دفع 920مليار دينار الى شعب الاقليم ؟.
ومن قال ان الرجل يفكر بالولاية الثانية حين اشتغل بمعايير العمل الوطني
بدفع رواتب الموظفين وهم بالملايين حالهم حال بقية العراقيين وان هذه الولاية فرضت
عليه ان يتنازل عن الحق الوطني في اموال الواردات النفطية وغيرها ووحدك انت من
يعلن رفض هذه السياسة فيما هنالك كتل نيابية واكثرية برلمانية واسعة لم ترفض دفع
المبلغ بل فوضت رئيس الوزراء التصرف بما يمليه واجبه الوطني وتقدير مصالح
العراقيين جميعا سواءا هنا في بغداد او الاقليم ؟.
كنت اعتقد ان النائب سند اصاب من الرئيس السوداني مقتلا حين احال دفع
المبلغ الى الاقليم بحلم الولاية الثانية وهو يدرك ان السوداني يعمل بالمعايير
الوطنية في تغليب المصالح الوطنية العليا على المناكفات الحزبية والسياسية
الثانوية وان الرجل لايهمه هذه الولاية كما يقول علي "ع" الا ان يقيم
حقا ويدحض باطلا وماولايتكم هذه اهون علي من عفطة عنز !!.
في يقيني ان الولاية التي يشتغل عليها النائب سند هي التضييق والحصار
والخنق ودفع الناس النزول الى الشارع واستثمار الدول المجاورة الافادة من حالة
الانهيار السياسي والاجتماعي في الاقليم الى التدخل المباشر بحجة حماية الاقليات
القومية "الكورد في تركيا وسوريا وايران" من المشاركة والتفاعل.
مايريده مصطفى سند تجويع كامل مقابل اعلان استسلام شعبي كامل وثورة على
استقرار الحالة السياسية في الاقليم مع ان الخلاف مع اربيل مهما كبر واتسع كما
يقول العقلاء في بغداد والدستوريون في الحكومة يجب ان لايفسد للود قضية ويدفع
الامور الى الانهيار!.
السوداني وقف بقراءة موضوعية متأنية على المعطيات المرعبة لسياسة التجويع
التي يريد ان يسوقها بعض النواب ويعممها امثال مصطفى سند في تنظيم العلاقة مع
الاخوة الكورد .. ومن الطبيعي ان تتغلب المصالح الوطنية وتهدئة الاوضاع واستقرارها
في الاقليم وطمأنة شعبنا في المحافظات الاربعة او الخمسة في الاقليم ان الحكومة هي
الضامن والماؤى وانها لاتؤخذ بالردح والشتيمة والصوت العالي والتهريج المدفوع
الثمن والمشاكسة غير المبررة "وصورني يعطواني" ولن يكون مبلغ 920 مليار
دينار كارثة على الموازنة الوطنية لو دفعت الى اهلنا وشعبنا في الاقليم .
ولو كنت مكان السوداني لهيأت كل السبل وفسحت المجال امام كافة الخيارات
لتحرير رواتب موظفي الاقليم وعزلها عن ساحة المناكفات السياسية بين اربيل والمركز
لان قوت الناس اهم بكثير من القضايا المختلف عليها .
السيد مصطفى سند :
اذا كنت تعتقد ان زيارة السوداني الى الولايات المتحدة تمت بعد الموافقة
على دفع المبلغ فأقول لك بان التفكير بهذه الذهنية البسيطة وقياس الاشياء وفق هذا
المزاج العادي سيضيع عليك الكثير من المقارنات العميقة .. لذلك انصح بقراءة الكتب
السياسية ويوميات الساسة ومذكرات قادة العالم ومؤلفات في السياسة الدولية لكي
تستفيد !!.
لاعلاقة بين المبلغ الحكومي المدفوع وتوقيت زيارة السوداني الى امريكا
وانصحك عدم الخوض في هذه المقارنة لانها مضحكة !!.
في المعلومات ان الرئيس يحظى بتقدير الحكومة الامريكية واحترامها لسياسته
الداخلية والاجراءات الاقتصادية والخدمية والمالية والسياسية وطريقته في ادارة
الدولة وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية وهدوء الاوضاع العراقية واستمرار التحديث في
اسس الدولة ومعالجة العيوب واظن ان استقبال الرئيس بايدن للسوداني سيكون فاتحة
لاحداث نقلة في العلاقة الثنائية المنتجة وليس كما قيل لك او قال لك عقلك!!.
اما الجنوبيون فهم حصة السوداني التي لايتنازل عنها فهي حاضنته ومأواه
واهله
ودع عنك احاديث الاباطرة!.

إرسال تعليق