مع
استمرار العدوان الصهيونيِّ على ايران، جدَّد رئيس مجلس الوزراء، محمّد شياع
السودانيّ، رفض بلاده القاطع انتهاك السيادة العراقيَّة باستخدام أجوائها في هذا
العدوان، داعياً مجلس الأمن الدوليّ والدول الكبرى، ولا سيما الأعضاء الدائمون،
إلى تحمّل مسؤولياتهم الفوريَّة في وقف التصعيد ووقف المجازر اليوميَّة التي
تُرتكب في غزّة، مع التأكيد على ضرورة فكِّ الحصار عن المدنيين وإيصال المساعدات
الإنسانيَّة لهم. على الصعيد الميدانيِّ، تواصلت العمليات العسكريَّة الإيرانيَّة،
إذ شنَّ سلاح الطائرات المسيّرة عشرات الغارات على مواقع حسّاسةٍ داخل الأراضي
المحتلّة، مستهدفاً مطار بن غوريون ومراكز عسكريَّةً أخرى.
وأفادتْ تقارير بسقوط صواريخ بالستيَّةٍ عدَّة
على مدنٍ صهيونيَّة، مع عجز منظومات الدفاع الجويِّ عن التصدّي للهجمات، مما أدّى
إلى لجوء السكّان للملاجئ. وفي المقابل، أعلنتْ إيران عن ارتفاع أعداد الشهداء
المدنيين إلى (430) وأكثر من (3500) جريحٍ جرَّاء العدوان، مع استمرار الهجمات
التي طالتْ مستشفياتٍ وسيارات إسعاف.
ترافق
التصعيد مع خلافاتٍ داخل الإدارة الأميركيَّة بشأن مسار التعامل مع الأزمة، إذ
ينقسم مستشارو الرئيس دونالد ترامب بين مؤيِّدٍ للضربة العسكريَّة ضدَّ إيران
ومعارضٍ لها، وسط ترقبٍ لإعلان القرار الرسميِّ خلال أسبوعين.
في
الوقت نفسه، تصاعدت الانتقادات الإقليميَّة والدوليَّة للكيان الصهيونيِّ، ولا
سيما من الرئيس التركيِّ رجب طيب أردوغان الذي وصف نتنياهو بـ"هتلر
العصر" متهماً تلّ أبيب بإثارة الفوضى وعرقلة الاتفاق النووي مع إيران.
على
الصعيد المحليِّ، أعلنتْ وزارة النقل نجاحها في إتمام عمليات إجلاء العراقيين
العالقين في مختلف المطارات الدوليَّة، مع استقرار حركة الملاحة الجويَّة في مطار
البصرة الدوليِّ.
وأكّد
مدير المكتب الإعلاميِّ للوزارة، ميثم الصافي، أنَّ الرحلات الجويَّة عادتْ إلى
جدولها الاعتياديِّ، وتمَّ تسيير أكثر من (100) رحلةٍ خلال الأسبوع الماضي لتأمين
عودة المواطنين، مع استمرار العمل على استحصال موافقاتٍ من المطارات الأخرى لضمان
انسيابيَّة حركة السفر في ظلِّ الأوضاع الراهنة.
تأتي
هذه الجهود في ظلِّ أجواء إقليميَّةٍ متوتّرةٍ ومشهدٍ ميدانيٍّ يتغيّر لصالح
إيران، مع تراجعٍ ملحوظٍ في قدرة الكيان الصهيونيِّ على التصدّي للهجمات
المتكرِّرة، ما يعكس عمق الأزمة التي يواجهها الكيان وتداخلها مع السياسة
الدوليَّة والتوازنات الإقليميَّة.
إرسال تعليق